زراعة الأسنان - د. سمير ابراهيم - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

زراعة الأسنان
د. سمير ابراهيم – 18\12\2012
يزداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بزراعة الأسنان لتعويض الأسنان المفقودة، وقد وجد فيها الكثيرون طوق نجاة بعد سنوات من المعاناة، بسبب آلام الأسنان أو المصاعب الناتجة عن مضغ الطعام، الأمر الذي أفقدهم إحدى متع الحياة، وهي الاستمتاع بتناول الطعام الشهي.
وللاطلاع أكثر على موضوع زراعة الأسنان، التقينا الدكتور سمير ابراهيم، وهو واحد من أوائل أطباء الأسنان في الجولان الذين مارسوا زراعة الأسنان في عيادتهم، ووجهنا له بعض الأسئلة:

ما هي زراعة الأسنان ومتى بدأ اعتمادها؟
زراعة الأسنان علم حديث أدخل على علم طب الأسنان في منتصف القرن الماضي. كانت بداياته إدخال بعض المعادن وغرسها في عظم الفكين، ولكنه شهد قفزة نوعية مع بداية ثمانينات القرن الماضي، حيث أن الدكتور السويدي الأصل، برينيمارك، استعمل لأول مرة معدن التيتانيوم وغرسه في عظم الفك في مكان السن المفقود والتحم مع العظم خلال ثلاثة أشهر. نجاح هذه العملية أحدث ثورة في طب الأسنان، ومنذ ذلك الحين أخذت صناعة الغرسات السنية تتطور إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن. وهذا جاء نتاج أبحاث علمية مستفيضة من عدة شركات عالمية تنافست في هذا المجال، وأعادت الابتسامة لملايين الأشخاص الذين أجريت لهم عملية الزرع، عداك عن الوظيفة الهامة للأسنان في عملية مضغ الطعام. ولا يخفى على أحد كم تؤثر عملية المضغ السليم على هضم الطعام وعلى الصحة بشكل عام. بالإضافة إلى أن زراعة الأسنان تحافظ على عظم الفكين من الامتصاص والضمور وعدم التصاق القلح (الرواسب الكلسية) التي تجثم على اللثة وتكون المدخل الرئيس لالتهاباتها وأمراضها، بالإضافة إلى الرائحة غير المستحبة نتيجة تراكم ملايين الجراثيم والبكتيريا.

متى نحتاج لعملية زراعة الأسنان؟
إن فقد سن أو أكثر لدى الإنسان يؤدي إلى عدة إشكالات ستتسبب لاحقاً بتعريض الأسنان السليمة إلى الخطر، وذلك بتحملها عبء المضغ مكان السن أو الضرس المفقود، بالإضافة إلى اتكاء الأسنان السليمة لتعويض الفراغ الناجم عن الفقد، وهذا يغير في منظر الوجه والفم حين يكون السن أمامي، وينتج صعوبات في المضغ عند فقد أحد الأضراس. وقد جرت العادة قديماً التعويض بجسر، ولكن هذا يتطلب التدخل في الأسنان السليمة المجاورة وسحب أعصابها وتجهيزها لتركيب الجسر عليها، بينما في حالة الزرع فإننا نقوم بزراعة سن بديلة في نفس المكان الذي حصل الفقد فيه دون لمس الأسنان السليمة.
ولهذا فإنه عند فقد سن أو أكثر يستحسن تعويضه عن طريق الزرع، ويستحسن الزرع بعد فترة لا تزيد عن أربعة أشهر، بحيث أن هذه الفترة كافية لبناء العظم في الفك مكان السن المفقود. وهنالك طرق يفضلها الكثير من الأطباء وهي الزراعة المباشرة، تماما وقت القلع، وبالإمكان التعويض أيضاً مباشرة على الغرسة بالتيجان المؤقتة، حيث لها التأثير الأكبر على عملية عدم التغيير في شكل الفم والوجه، وعدم اتكاء الأسنان الجانبية إلى أمكنة الأسنان المفقودة.

هل عملية زراعة الأسنان مؤلمة؟
تعتبر زراعة الأسنان من أصعب الاختصاصات، حيث يتعين على الأطباء الممارسين في هذا المجال أن يكونوا على إلمام تام بعلوم الجراحة: أمراض اللثة، علم التعويضات والإطباق، والأهم يجب الأخذ بالحسبان النتائج النهائية المرجوة من عملية الزرع، وكذلك الناحيتين الجمالية والوظيفية للأسنان المثبتة على الغرسات.
أما الجواب على سؤالك، فالكثير من حالات زراعة الأسنان تمر بسلاسة وسهولة، ولا يشعر المريض بأي ألم أثناء إجراء العملية وبعد انتهاء مفعول التخدير الموضعي.
باعتقادي أن عملية زرع الغرسة تبقى أقل ألما من عملية قلع سن أو سحب عصب. وهنالك حالات تترافق مع بعض الآلام، ولكنها بالمجمل محمولة، حيث يستطيع المريض تجاوزها مع الأدوية المرافقة قبل وبعد انتهاء العملية.

هل هناك عوائق قد تمنع زراعة الأسنان؟
أكدت معظم الأبحاث التي أجريت في السنوات الأخيرة، أن نسبة نجاح الغرسة السنية تتجاوز 96%، وهذه النسبة تفوق العلاجات السنية الأخرى، كسحب العصب، الحشوات التجميلية، القلع، وتثبيت التعويضات السنية الصناعية على الأسنان الطبيعية.
في السابق كانت هناك بعض العوائق الموضوعية التي قد تمنع أو تعيق عملية الزرع، مثل عمق عظم الفك وثخنه وأطوال الغرسات، وكان عظم الفك يحدد لنا مكان الغرسة، وكان هذا يتطلب إجراء الكثير من الفحوصات والصور الشعاعية، أما اليوم، ومع تطوير تقنيات زراعة العظم، أصبح بمقدورنا أن نضع الغرسة في المكان الذي نريد، ولم يعد هناك عملياً أي عوائق تذكر تحول دون عملية الزرع. إن عملية زرع العظم في الأماكن التي نرى من الضروري إضافة العظم الصناعي لها أضافت الكثير إلى عوامل نجاح الغرسات وتنفيذ الخطط العلاجية المعدة مسبقاً.
الجدير ذكره هنا أن الدراسات دلت على أن قوة الغرسة بعد التحامها بعظم الفك تفوق قوة جذور الأسنان الطبيعية من 2 إلى 3 مرات، ولهذا السبب يكفي أن نزرع من 6 إلى 8 غرسات في الفك الواحد في حال فقد جميع الأسنان، ومن ثم تثبيت الأسنان الصناعية عليها، المصنوعة من المعدن المغطى بالخزف أو الزركون المغطى بالخزف، والذي يفوق جمالا الأسنان الصناعة الخزفية، ويشبه في بريقه ولمعانه الأسنان الطبيعية.
وكذلك بالإمكان تثبيت طقم الأسنان (التركيبة) بالاستعانة بغرستين فقط في الفك الأسفل ووضع التركيبة عليهما، وبهذا يحصل المسن على ثبات أكبر (للتركيبة) وراحة واستمتاع بمضغ طعامه.
بمعنى آخر، وجواباً على سؤالك، أستطيع أن أقول لك أن عوامل المعوقات التي رافقت عمليات الزراعة في بداياتها قد تم التغلب عليها ولم يتبق منها إلا بعض الحالات من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وصعبة. أما مرضى السكري والأمراض القلبية فباستطاعتنا اليوم إجراء عمليات الزرع دون أدنى خوف، هذا بعد الرجوع واستشارة طبيبه العام.

كم تبلغ تكلفة الزرعة الواحدة؟
جواب: تبلغ التكلفة المادية لكل زرعة كاملة مع السن المثبت بين 2000 إلى 4000 شيكل، وهذا يتوقف على نوع الزرعة ونوع السن، إن كان من مادة المعدن المغطى بالخزف أو من مادة الزيريكون المغطاة أيضاً بالخزف، ولكن بصورة عامة تبقى تكاليف الزرع لدينا في الجولان أقل بصورة ملموسة من الأسعار المتعارف عليها، وهذا ينطبق على جميع الزملاء من أطباء الأسنان في الجولان، ويعود لتفاهم ضمني درجنا عليه منذ بداية عمل أطباء الأسنان في منطقتنا.

ماذا تود أن تقول في الختام؟
جواب: ما أود أن أقوله في الختام هو عدم الخوف أو التخوف من عمليات زرع الأسنان، وأوجه نصيحة لكل جمهورنا، ومن هو بحاجة لزراعة الأسنان، التوجه إلى طبيبه الخاص، لأن باستطاعة معظم زملائي من أطباء الأسنان المتمرسين في زراعة الأسنان أن يجروها في عياداتهم الخاصة. فتعويض الأسنان المفقودة من شأنه أن يحافظ على باقي الأسنان السليمة والإطالة بعمرها.
أتمنى الصحة والعافية لكافة أهلنا.. والابتسامة الجميلة.. وشكراً.